بحث هذه المدونة الإلكترونية

23‏/4‏/2011

عن الطائفية و الصعيد

اختار المجلس الأعلى في تعامله مع مشكلة الطائفية ،أسلوب دفن الرءوس في الرمال و الحلول السقيمة التي تجعل نيران الطائفية تستعر في النفوس .و بدلا من البحث عن أصول المشكلة و أسبابها ؛للتوصل لأفضل الحلول ،فقد اختاروا أسلوب الكوتة "عشان الصورة تطلع حلوة.نفس الأسلوب المباركي التجميلي الزائف ،حيث كانت الديمقراطية تساوي عنده بضعة أحزاب كارتونية ،و معارضة مستأنسة منزوعة الأنياب ،و كانت الوحدة الوطنية هي صورة تعبيرية لشيخ يعانق قسا ،و هلالا يقبل صليبا ،و ووزير أو اثنان من القبط .
تعيين محافظ مسيحي في قنا ليس إلا استنساخ أعمى لأسلوب مبارك العقيم ،نفس الطريقة "الكوتة"،بل و في نفس المحافظة.و في رأيي لم يختاروا قنا إلا استسهالا -باعتبار التجربة السابقة مع مجدي أيوب ،لا أعاده الله أيامه المجيدة على الإخوة المسيحيين -،و باعتبار القناوية أحباب الله الذين لا يعترضون . و حين اعترضوا بعد تعيين عماد ميخائيل مباشرة،لأسباب منطقية لا-طائفية،قوبلوا بالصمم الحكومي المعتاد و التجاهل الإعلامي لكل ما يمت للصعيد بصلة ،و نتيجة لذلك أضيفت ديانة الرجل لأسباب رفضه ،علهم يسمعون.و تحول رفض المحافظ ذي التاريخ المشبوه ،إلى رفض طائفته كلها .لكن ما لا يدركه أغلب مثقفينا ،أن من تبنى تلك الهتافات الطائفية قلة متشددة طائفية بطبعها ،وليس لها من تأثير يذكر -حتى اللحظة- في الشارع الصعيدي الجدع الكريم المتسامح ، و أنه لولا التجاهل الحكومي للصعيد (يفترض أن تكون الثورة أصلحته)،ما كان لتلك القلة أن يعلو لها صوت .فأغلب أهالي الجنوب صوفيو الميول -حتى النصارى منهم-متسامحون،يتبركون بآل البيت و أولياء الله ،كما يحتفلون بال"مارجرجس".
و للحديت بقية :)

15‏/4‏/2011

صديقتي وسجائري

واصل تدخينكَ .. يغريني
رجلٌ .. في لحظة تدخينِ
ما أشهى تبغكَ .. والدنيا
تستقبلُ أوّل تشرينِ
والقهوةُ .. والصحفُ الكسلى
ورؤىً .. وحطامُ فناجينِ
دخّنْ .. لا أروعَ من رجلٍ
يفنى في الركن .. ويُفنيني ..
رجلٌ .. تنضَمُّ أصابعهُ
وتُفكّر .. من غير جبينِ ..
*
أشعل واحدةً .. من أخرى
أشعلها من جمر عُيوني
ورمادك ضعه على كفّي ..
نيرانكَ ليست تؤذيني ..
فأنا كامرأةٍ ..يُرضيني
أن أُلقيَ نفسي في مقعد ..
ساعاتٍ في هذا المعبدْ
أتأمّلُ في الوجه المُجْهَد
وأعُدُّ .. أعدُّ .. عروق اليدْ
فعروق يديك .. تسليني
وخيوط الشيب .. هنا .. وهنا
تنهي أعصابي .. تنهيني ..
دخّنْ .. لا أروعَ من رجلٍ
يَفْنَى في الركن .. ويُفنيني ..
*
احرقني .. إحرقْ بي بيتي
وتَصَرّفْ فيه كمجنونِ
فأنا كامرأةٍ .. يكفيني
أن أشعُرَ .. أنك تحميني
أن أشعرَ أن هناكَ يداً ..
تتسللّ من خلف المقعد ..
كي تمسح رأسي وجبيني ..
تتسلّلُ من خلف المقعدْ
لتداعب أذني بسكونِ
ولتترك في شعري الأسود
عِقداً من زهر الليمونِ
*
دخِّنْ .. لا أروعَ من رجلٍ
يفنى في الركن .. ويُفنيني

14‏/4‏/2011

واصل




اليوم سأحكي ,
عن شارع جدّي ..
عن طفل يدعى واصل
يتيماً كان
أبوي القلب حنَّان
و الشارعُ مأوًى و أبُ
*
كلّ صباحٍ يمرحُ معنا
و يطاردُنا , و يعلّمنا
ألوانَ اللعبّ
لكنّ الليل يبعثرنا
(كلٌّ في بيته – كلٌّ لطعامِه )
إلّا واصل !
فالشارِعُ بيتُه , و الأحلام طعامُه
إن طلب النوم , وبَّخه الجوع
- يطلب قربانًا –
و السُوقُ قريبْ
*
حبًّات الكمّثرَى تتراقص في الصندوق
فتناول واحدةً
قدَّمَها قربانًا للجوع
*
أبصَرهُ الشّيخ من الشُرفة
ناداه
أخبره بأنَّ السرقةَ رجس
سمَّاه الّلِص
فتبسَّمَ واصل , ومضى ..

مبتورَ الكفّ !!


11‏/4‏/2011

بكاء طفلة

يوم آخر..
أتراه كأمس؟؟
أو تشرق شمس..
الطفلة تبكي..
ويهب أبوها كالملسوع..
يصفعها
صرخات الأم من الردهة
"بالله عليك اقتلها ..
و اقتلني
وارحمها من رغد ممنوع..."
يخرج مقهوراْ..
و الطفلة تبكي..
تحملها الأم..
تلقمها ثديا كالصحراء.
الطفلة مازالت تبكي..
رحماك ربي
و تنام الطفلة يائسة
طرقات خافتة بالباب
غريب ينادي..
وترد الأم..
يعطيها آنية من زهر..
فيها شيئ أبيض
تشكره الأم..
تركض في فرح للطفلة..
لكن الطفلة نامت ..

الديمقراطية و العلمانية ...الرباط الزائف !

الربط الحتمي بين العلمانية و الديمقراطية هو محض افتراء.هتلر و ستالين و موسوليني كانوا علمانيين جداً.و في بريطانيا مثلا ,الملكة هي رأس الكنيسة،و الأساقفة ممثلون في مجلس اللوردات , و بصمات الدين واضحة جدا في النظام القضائي البريطاني , و في أمور الزواج و الطلاق, حتى يومنا هذا و قد تحدث ولي العهد البريطاني منذ وقت قريب , عن ضرورة فصل العرش عن الكنيسة .و في الولايات المتحدة أيضا ,اصبح الخطاب السياسي يحمل بصمة دينية واضحة.
من ناحية أخرى ,فإن وضع الاسلام موضع النقيض للديمقراطية هو أيضاً محض افتراء ,فعند الحديث عن الديمقراطية, أمور كثيرة لا يناقش فيها المسلم , لأنها من البديهيات بالنسبة له, و تدخل في صلب الرؤية السياسية الإسلامية ,مثل الحرية و المساواة و التعددية و مساءلة الحكام و المشاركة في صنع القرار . الصدام ينشأ فقط حين يتم فرض العلمانية كمرجعية وحيدة لتلك القيم.
كذلك ,فإن حصر الإسلام في كونه مجرد هوية تاريخية, ليس إلا قراءة علمانية قاصرة للإسلام, فالإسلام مشروع حضاري متكامل يخاطب البشر كافة, و يستهدف إقامة العدل في الأرض .الإسلام رسالة كونية و لا يصح ابداً اختزاله نطاق الهوية الضيق .
و هنا و جب التفريق بين صنفين من العلمانيين : أحدهما يعادي الدين و يطارده , و يهاجم الايمان بكل صوره ,إسلاميا كان أو يهوديا أو مسيحياً.و الصنف الاخر , لا يعاني أي مشاكل مع الدين , بل يصالحه و يسعى الى التعايش معه , لكن له تحفظ على تطبيق الشريعة ظناً منه أن التطبيق قد يهدد قيم الحرية و العدالة و المساواة التي يؤمن بها.
و القول بأن العلمانيين جمخيعا يعادون الدين , هو من قبيل التعميم الظالم الذي نتجنبه.
و بالنسبة للعلمانيين المصريين الذين يضايقهم رفض الشارع لهم,و عدم الاستماع لهم, و أكثرهم من الصنف العدائي ,كيف يسمعكم و أنتم تصرون على حذف الإسلام الذي يؤمن به و طرده من واقع الناس ؟ !.أنا كمسلم , أستمع وبصدر رحب إلى العلماني المعتدل الذي لا يعاني أي مشكلة مع الإسلام, أما المتطاولون الرافضون للدين ,الذين لا يهمهم تطبيق الديمقراطية بقدر ما يهمهم مطاردة الاسلام من الأساس , فليس لدي وقت لهم !
و هنا , أتوجه بكلامي إلى كل مسلم يغار على دينه ,الاستسلام للغضب و الانفعال , كرد فعل سريع لتطرف العلمانيين , قد يؤثر سلبا على الوصول إلى الرؤية الصحية , والتفكير الصائب.
عدم الاعتراف بشرعية المخالف في الرأي و تكفيره دون دليل, هو ما يهدد رسالة الإسلام و ليس العكس.
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) .سورة هود

7‏/4‏/2011

فن القصة القصيرة.. اعرف فنون الطبخة!

اختلف كثيرون حول الدكتور "رشاد رشدي".. والسبب أن اسمه يذكر دائماً -مع د. "محمد عناني" و(يوسف السباعي) وغيرهما- مرتبطاً بالثورة المضادة التي قام بها "السادات"؛ لتصفية كُتّاب الستينات. إن كُتّاب الستينات رمز مهم من رموز الناصرية، وقد كانت لهم السيطرة على الحركة الأدبية حتى أطيح بهم في حركة التصحيح التي يختلف الجميع تقريباً حول قيمتها وصدقها. وأنا ناصري أقرب إلى التعصب، لكن هذا الكتاب وقع في يدي في سن لم أكن أعرف فيها تلك الخلفيات؛ مما جعلني أقرؤه بتجرد من حيث قيمته ككتاب له وجوده المستقل المتفرد، وبلا أية تحيزات أيديولوجية مسبقة. في ذات السن تقريباً شاهدت أوبرا (عيون بهية) التي كتبها الدكتور "رشاد رشدي"، وبرغم حداثة سني فقد أدركت أنها سخيفة.
لكن هذا الكتاب كان عصا الساحر التي أوقعتني في هوى القصة القصيرة، وجعلتني أعرف بالضبط عناصر ومقادير الطبخة التي تصنع هذا الفن الساحر. أنا مدين لهذا الأستاذ العظيم بطريقته السهلة المرنة التي ظلت تعيش داخلي طويلاً. هذا -إذن- من الكتب التي أحسبها قد وجدت طريقها إلى خلاياي لتقيم هنالك للأبد.
اسم الكتاب هو (فن القصة القصيرة). الطبعة الأولى صدرت عام 1959 عن مكتبة الأنجلو المصرية شارع "محمد فريد"، وتتكون من 192 صفحة. لطباعته ذات الطابع الرخيص العملي المغري بالقراءة والمميز لكتب الستينات، كطابع أغاني "أم كلثوم" القديمة مقارنة بأغاني "إليسا" المبهرجة بالتكنولوجيا. والسعر الذي ابتاعه أبي به مكتوب على الغلاف: ثلاثون قرشاً، وهو ثمن باهظ طبعاً بمقاييس تلك الأيام.
منذ اللحظة الأولى يخبرنا الكتاب بحقيقة صادمة: القصة القصيرة ليست بالضرورة قصيرة في عدد الصفحات.. هناك روايات كتبت في خمس صفحات، وقصص قصيرة كتبت في مائة صفحة. ثم يحكي لك نبذة مهمة عن تاريخ نشأة هذا الفن منذ القرن الرابع عشر في أوروبا في شكل فني اسمه (الفاشيتيا). ثم ظهور الأب الحقيقي للقصة القصيرة "جيوفاني بوكاتشيو" بقصصه (الديكاميرون) التي تحكي عن رجال ونساء التقوا في قصر أحدهم أثناء انتشار وباء الطاعون، وقرروا أن يحكوا قصصاً قصيرة اسمها (النوفلا) لتزجية الوقت. وهي قصص تتحدث في الغالب عن الخيانات الزوجية ونهاياتها هي الموت أو الزواج.
ثم جاء العملاق الفرنسي "موباسان" في القرن التاسع عشر وشعاره هو: لنحْكِ قصصاً عن أشخاص عاديين في عالم عادي. وكان يرى أن المهم هو (اقتناص اللحظة).. لحظة قصيرة عابرة في حياة أناس عاديين تصلح لتكون قصة، أما إذا أردت أن تعرف كل شيء عن الأبطال بعد هذه اللحظة فسبيلك هو الرواية لا القصة القصيرة يا صاحبي. غصب
نأتي الآن إلى تشريح القصة ذاتها:
أولاً: يجب أن تقص القصةُ أخباراً.. ويجب أن ترتبط هذه الأخبار ببعضها.. ويجب أن يكون للخبر بداية ووسط ونهاية.. هذه هي القواعد الأرسطوطالية منذ قديم الأزل. أية محاولة مفتعلة لربط أخبار غير مترابطة منطقياً هو ما أطلق عليه أرسطو اسم (القصة الخبرية)..ومكانها سلة مهملات القصص.
وهنا نلاحظ مزية مهمة في الكتاب هي أنه لا يكف عن تقديم قصص قصيرة كاملة كأمثلة. وهي أمثلة واضحة جدّاً وغير متعالية. ثم يخبرنا الكاتب بالحقيقة التي لم أنسها قط: القصة الجيدة لا يمكن تلخيصها.. أما القصة الخبرية فيسهل ذلك؛ لأنها لا تزيد على مجموعة أخبار. وهي تكتفي بتقديم الفعل دون الفاعل ولا المفعول به، ولتوضيح مثاله يقدم لنا قصة (في ضوء القمر) وهي تحفة من تحف الفرنسي (جي دي موباسان).
بعد هذا ينتقل د. "رشاد" إلى توضيح أن القصة القصيرة يجب أن يكون لها معنى يرمي له الكاتب في النهاية. يجب أن يحاول أن يقول شيئاً ما ..كل تفاصيل القصة ترمي إلى نقطة واحدة هي التي كتبت القصة من أجلها.. هذه هي (نقطة التنوير).
وكما هي العادة لا يتركنا حائرين نتظاهر بالفهم، بل يقدم لنا قصة قصيرة مفككة لـ"سومرست موم" وقصة قصيرة محكمة لها نقطة تنوير واضحة لـ"كاترين مانسفيلد". أحياناً ما أشعر أنهم يتحاملون على (موم) لكن القصة التي أوردها د. "رشاد" في هذا المثال فاضحة فعلاً. لقد تهاوى سيد القصة البريطاني الوقور أمام ضربة صائبة من الفتاة الرقيقة المريضة "كاترين مانسفيلد".
من دون نقطة التنوير تظل الخيوط كلها معلقة ولا معنى لها .. ثم تأتي نقطة التنوير فنفهم: رباه!... هذا ما كان يريد قوله منذ البداية !.. ونقطة التنوير هي أهم ما يميز القصة القصيرة عن الرواية. الرواية تقوم على التجميع وتأخذ راحتها في الوصف، أما القصة القصيرة فمهمتها التركيز. الرواية تتابع النهر من النبع إلى المصب، بينما القصة القصيرة تهتم بدوامة واحدة على صفحة مياهه.
يقدم لنا من جديد نموذجاً أقوى للكاتب الإيطالي "لويجي برانديللو". ثم يأتي د. "رشاد" لنصيحة أخرى بالغة الأهمية وينساها الجميع (بمن فيهم أنا): لا تصف شيئاً لمجرد الوصف، بل لأن بطلك يراه كذا ولأن هذا مهم في السياق. لا يعنينا أن تكون الفتاة جميلة إلا إذا رآها البطل كذلك، وكان لهذا دور في الأحداث..
ويهاجم الكاتب الأدباء الذين يستعملون الفصحى في حوار الشخصيات؛ لأن هذا يبعد القصة عن الواقعية .. ويرى -ولا أوافقه على الإطلاق- أن استعمال الفصحى في الحوار جزء من تراثنا المتشبث بالجوهر اللغوي.
النصيحة التالية هي: لا تقرر شيئاً يفرض على الشخصيات ... لا تقل إن "إيفان" كان تعساً بل دع القارئ يعرف هذا من كلماته وأفعاله. ويورد لنا قصة (شقاء) لتشيكوف. تلك القصة سعيدة الحظ التي تجدها في كل كتب دراسات القصة القصيرة تقريباً.
على كل حال سوف نلاحظ في الكتاب أن (سومرست موم) ارتكب كل أنواع الأخطاء تقريباً، برغم هذا أجده مسلياً جدّاً، لذا كونت نظريتي الخاصة عن الموضوع: يمكنك أن تكتب عملاً شائقاً برغم أنك تخالف الكثير من القواعد.
كتاب (فن القصة القصيرة) كتاب شديد الأهمية والإمتاع، ولا أعرف إن كان العثور عليه ممكناً اليوم أم لا، وهل قدمته مكتبة الأسرة أم لا. لكني أنصحك بأن تقتنيه فوراً إذا وجدته في أي مكان.

د.أحمد خالد توفيق

5‏/4‏/2011

الإخوان المصريون

عندما خرجت ثورة يناير، كان شعارها يلخص كل الرسالات السماوية.. حق البشرية فى «الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية»، كل ما تحلم به الثورة سبق أن حلم الأنبياء بتحقيقه وجاءوا من أجله (الرحمة والعدل والمساواة والتضامن الاجتماعى والتسامح والنزاهة والشرف والرقى الفكرى والإنسانى)، يبدو الكلام عن ثورة يناير فى هذه اللحظة على أرضية دينية.. طيباً.. فما خلاف البعض إذن مع من يلعبون السياسة من أرضية دينية؟

هو نفسه خلافنا مع الشرطة، كانت مشكلتنا مع الشرطة (بعد استثناء شرفائها) فى البدلة الرسمية، مشكلة مع مَن يرتدى البدلة، لا ليمارس عمله ولكن ليقهرنى.. ليفرض علىَّ وصاية ويقتنص أفضلية لا يستحقها لمجرد أنه لابس البدلة (كان المصريون بذكائهم الفطرى عندما يشعرون بأن الضابط أو الأمين يقهرهم دون وجه حق كانوا يقولون له «إنت متحامى فى البدلة.. طب إقلعها وأنا أوريك»)، وهو ليس خوفا من البدلة قدر ما هو احترام لمن يصون شرفها، المشكلة نفسها عندى مع من يرتدى «اللحية» ليقهرنى أيضا، «متحامى» فيها وهو لا يملك أمارة عليها، مع كامل احترامى وإعجابى وشعورى بالونس والرقى فى رفقة من يحترمون لحاهم، حيث إنها نبتت من أقصى أعماق قلوبهم ولم تنبت من تحت السطح الخارجى لبشرتهم.
by: عمر طاهر